Skip to main content

دبي الذكية تصدر تقرير "مستقبل العمل" في أسبوع جيتكس للتقنية 2020

07 ديسمبر, 2020

أصدرت دبي الذكية خلال "أسبوع جيتكس للتقنية 2020"، تقرير "مستقبل العمل"، والذي يبحث إمكانات العمل المستقبلية، والتطوّرات المحتملة المتوقّع لها أن تغيّر طبيعة الوظائف، وتحوّلات عقلية العمل التي تحفز هذه الإمكانات، إضافةً إلى التغيّرات الهيكلية المستمرة التي تساهم في إعادة صياغة العلاقة الديناميكية بين الإنسان ومكان العمل. 

ويغطّي تقرير "مستقبل العمل" خمسة محاور رئيسية وهي: تطوّر العمل، وإمكانات العمل المستقبلية، وعقلية العمل المستقبلية، وأساليب العمل المستقبلية، إضافةً إلى الاعتبارات والتساؤلات الخاصّة بمستقبل العمل.

وأكد سعادة عبد الله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، جاهزية دبي واستعدادها للتعامل مع المتغيرات ومواجهة التحديات الناجمة عن التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، سواء نتيجة للثورة الصناعية الرابعة، أو نتيجة لجائحة كوفيد 19، حيث قامت المؤسسات المعنية في دبي بدورها مبكراً واستشرفت مستقبل العمل، ووظائف المستقبل، فقامت مؤسسة دبي المستقبل بدراسات وأبحاث وخرجت بنتائج تم وضعها أمام صناع القرار، كما قامت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي بإجراء الدراسات والأبحاث ونظمت العديد من ورش العمل وأطلقت العديد من البرامج لاستشراف مستقبل الوظائف والعمل على المدى المتوسط والبعيد ووضعت الدائرة الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل، كما قامت مؤسسة دبي الذكية بدور مهم ومتميز من خلال إعدادها لتقرير "مستقبل العمل".

وقال إن التطورات المتسارعة والمتغيرات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي تحتم على الجميع التركيز على التعليم، وتوسيع نطاقه، والتأكيد على أهميته، وأنه استحقاق يدوم مدى الحياة، مع تبني منظومة تتيح الفرصة أمام اكتساب المهارات والارتقاء بها وشحذها، بحيث تمثل جزءاً ثابتاً من حياتنا العملية، وأن على الجهات المعنية كذلك أن تولي اهتماماً خاصاً لاقتصاد العمل الحر، الذي بدأ يشق طريقه بقوة في الوقت الراهن، إذ منح الوصول السريع للإنترنت ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم القدرة على الكسب من خلال استثمار أي مهارة أو موهبة أو فرصة، حيث تتيح منصات الإنترنت للأفراد الوصول إلى الجمهور مباشرة، ولم تعد مصائر الأفراد تعتمد على أهواء وتفضيلات الشركات، مما فتح عالماً واسعاً من الأعمال لهؤلاء الأفراد، مشيراً إلى منصة "خبراتي" التي أطلقتها دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، والتي تتيح لأبناء الإمارات إبراز خبراتهم ومواهبهم وتوظيف مهاراتهم لإيجاد فرص عمل مجزية لهم.

ومن جهته أفاد سعادة يونس آل ناصر، مساعد المدير العام لدبي الذكية والمدير التنفيذي لمؤسسة "بيانات دبي": بصفتها الجهة المكلفة بقيادة عملية التحول الرقمي الشامل لإمارة دبي، واحتضان التقنيات الناشئة والمتقدمة لبناء مدينة ذكية رائدة ومتكاملة، تقود دبي الذكية اليوم جهود الإمارة في استشراف وصنع المستقبل؛ ومع الأخذ بعين الاعتبار لهدفنا الأسمى في جعل دبي المدينة الأذكى والأسعد على وجه الأرض، فنحن نركّز تحديداً على استشراف آفاق سوق العمل في المستقبل. حيث يبحث تقرير "مستقبل العمل" التحديات والفرص التي أدخلتها الثورة الصناعية الرابعة إلى سوق التوظيف، مما يوفر بيانات ورؤى مستنيرة لجميع صنّاع القرار وذوي العلاقة المعنيين".

وأضاف سعادته: " من خلال تقرير "مستقبل العمل" تستكشف دبي الذكية التحديات والفرص التي تجلبها الثورة الصناعية الرابعة إلى سوق العمل، كما تقدم بيانات واضحة ورؤية ثاقبة لجميع صناع القرار وذوي العلاقة. فضلاً عن أن التقرير يضم حصيلة خبرات فريق دبي الذكية الواسعة، في رصد آثار التقنيات المتقدمة على مختلف جوانب حياة الناس، حيث يقدم تركيز جهودنا على التحليل والتنبؤ بمستقبل العمل على ضوء هذه التقنيات، نظرة معمقة لنا على سوق العمل المستقبلي والذي سيؤثر على جميع القطاعات في المدينة". 

تطوّر العمل

ويبدأ التقرير بلمحةٍ عامة عن الثورات الصناعية السابقة وتأثيرها على العمل والبشرية عموماً، ابتداءً من الثورة الصناعية الأولى التي انطلقت في نهاية القرن الثامن عشر بظهور المحرّك البخاري والتصنيع الميكانيكي، وانتهاءً بالثورة الصناعية الرابعة التي نعيشها اليوم ونشهد خلالها إنجازات غير مسبوقة في النظم السيبرانية، وإنترنت الأشياء. وقد قوبلت كلّ واحدة من هذه الثورات بالريبة في بدايتها، ولكنها لاقت في نهاية المطاف ترحيباً واسعاً لما قدّمته من تطوّر للجنس البشري.

إمكانات العمل المستقبلية

ويستعرض تقرير "مستقبل العمل" كيف أتاح الإنترنت لأصحاب المواهب مثل الموسيقيين، الممثّلين، الفنانين، وغيرهم فرصة التحرر من هيمنة الوسطاء وشركات الإنتاج وشبكات التوزيع. ويضرب مثالاً على ذلك منصة البثّ الموسيقي "سبوتيفاي" (Spotify) التي أتاحت للفنانين المستقلّين جني عائدات وصلت إلى 600 مليون دولار أمريكي في عام 2018. 

ويذهب التقرير بعد ذلك إلى استكشاف الاقتصاد التشاركي، حيث مهّد الانترنت الطريق أمام مفاهيم المشاركة، والاستفادة المتبادلة من الأصول قليلة الاستخدام وحتى بيعها. وتحدثت الدراسة عن منصة "إير بي إن بي" (Airbnb) الالكترونية لتأجير أماكن السكن للعطلات، والتي نجحت بتسجيل وعرض 7 ملايين شقة سكنية للتأجير حول العالم، متيحةً للمؤجّرين متوسّط دخل شهرياً يبلغ 924 دولار أمريكي، وبذلك شكلت طريقة جديدة لجني المال ودفع الفواتير.

وتناول التقرير بنفس الطريقة فكرة "ريادة الأعمال الفردية الرقمية"، والتي يبتعد الناس فيها عن ريادة الأعمال التقليدية ويبحثون عبر الإنترنت عن وسائل لجني المال عن طريق العديد من نماذج الأعمال، مثل التسويق بالعمولة أو التجارة الالكترونية. وقد احتضنت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ما يقارب من  40 مليون "رائد أعمال فردي" عام 2019. وتركز دراسة الحالة التي أوردها التقرير على منصّة "فولفيلمينت باي أمازون" (Fulfillment by Amazon)، والتي بسّطت عمليات البيع عبر الانترنت بشكلٍ كبير ،حتى وصل حجم مبيعات البضائع عبرها إلى 41,1 مليار دولار أمريكي في عام 2018.

علاوةً على ذلك، تناول التقرير موضوع اقتصاد العمل الحر، واستشهد بمنصة "أب وورك" (Upwork) التي تحظى بنحو 14 مليون مستخدم وحققت لأصحاب الأعمال الحرة (الفريلانس) إيرادات سنوية وصلت قيمتها إلى مليار دولار أمريكي. ويعد اقتصاد العمل الحر نظام سوق حر تستعين فيه المؤسسات بخدمات أشخاص مستقلين بموجب عقود عمل قصيرة الأمد. وقد حقق اقتصاد العمل الحر نمواً مذهلاً لتصل قيمته إلى 204 مليار دولار في عام 2018، ومن المتوقع له أن ينمو بنسبة 17% بحلول عام 2023.

وتبيّن الأمثلة المذكورة أعلاه بعضاً من آخر وأحدث إمكانات العمل التي يسعى إليها الناس اليوم لجني المال وعيش حياة متوازنة.

وفيما يخصّ موضوع الأتمتة، يشير التقرير - بالاستناد إلى دراسات عدة - إلى أن 30% من الوظائف الحالية مهددة بالزوال نتيجة الأتمتة بحلول عام 2030، بينما تشير تقارير أخرى إلى أن الأتمتة ستساهم بإدخال 15 تريليون دولار إلى إجمالي الناتج المحلي العالمي بحلول عام 2030.

عقلية العمل المستقبلية

ويستكشف تقرير "مستقبل العمل" كذلك تغيّر المواقف تجاه العمل بشكلٍ عام، حيث أن الوظائف المستقرّة ومفهوم "العمل الثابت طوال الحياة" بدأت تفقد جاذبيّتها، وخاصةً بين الأفراد من جيل الألفيه. وبالفعل، يتوقع 43% من جيل الألفية أن يتركوا عملهم في غضون عامين.

ويظهر كذلك توجّه آخر بين الأفراد في سنّ التقاعد، حيث أدّت عقلية "التحرر من العمل" لديهم إلى عقليةٍ أخرى هي "حرّية العمل". ويبدو أن الناس باتوا يسعون أكثر إلى التقاعد لمواصلة مساهمتهم في المجتمع بشكلٍ آخر. وقال أكثر من ثلث (38%) المشاركين في أحد الاستطلاعات إنهم يفضّلون الاستمرار بالعمل بعد سنّ التقاعد. كما قامت بعض البلدان مثل اليابان، حيث يتجاوز 30% من السكان سن الـ 60 عاماً، برفع سنّ التقاعد حتى 70 عام.

أساليب العمل المستقبلية

ويوضح التقرير في هذا المحور أن طريقة عملنا اليوم تختلف بشكلٍ كبير عما كانت عليه قبل عشر سنوات فقط، ويبدو هذا التوجّه مستمراً ومتسارعاً خلال السنوات القادمة. وقد ازدادت شعبية العمل عن بعد على مرّ السنوات، حيث ارتفع عدد العاملين عن بعد بنسبة 159% منذ عام 2005. كما أصبح هذا الأسلوب في العمل بين ليلة وضحاها النمط المعتاد في عام 2020 إثر تفشّي جائحة "كوفيد-19"، وذلك بعد أن فرضت الحكومات حول العالم إجراءات الإغلاق العام لمواجهة الفيروس.

ومع خروج البلدان ببطء من قيود الإغلاق، من المرجّح أن يواصل العمل عن بعد نموّه؛ حيث قال 9 من أصل كل 10 موظفين يعملون عن بعد أنهم يفضلون مواصلة العمل بهذه الطريقة لبقية حياتهم المهنية. ويركّز التقرير على شركة "وي وورك" (WeWork) نموذجاً لهذه الحالة، وهي شركة أمريكية للعقارات التجارية تعنى بتصميم وبناء مساحات مشتركة مادية وافتراضية، إضافةً لتقديم خدمات مكتبية. وتمتلك الشركة حالياً 400,000 عضو على امتداد 400 موقع في 99 مدينة و26 بلد. وتقدّم الشركة، التي تقدّر قيمتها بنحو 40 مليار دولار، خدماتها لعملاء بارزين مثل "جوجل"، و"تويتر"، و"جنرال إلكتريك"، و"آي بي إم".

كما أتاحت التكنولوجيا للشركات استقدام المواهب من جميع أنحاء العالم دون أي قلق بشأن لوجستيات التوظيف والتدريب، وذلك من خلال الاستعانة بالمنصات الرقمية مثل "ألتي برو"، "هاب ستاف"، و"فيفر". 

الاعتبارات والتساؤلات

واختتم تقرير "مستقبل العمل" بقسمٍ يبحث اعتبارات العديد من أصحاب المصالح في سوق العمل مستقبلاً، بما في ذلك الحكومات، والمؤسسات، وقطاع التعليم، وأصحاب العمل، والشركات. ويطرح هذا القسم كذلك عدداً من الأسئلة العمليّة والأخلاقية؛ ومنها كيف تستطيع المؤسسة أن تحافظ على المواهب الشابة؟ وكيف يمكن حماية حقوق أصحاب الأعمال الحرة؟ وما إلى ذلك. 

 
شارك الآن

Most Recent News


مطار دبي الدولي يتعامل مع نصف مليون مسافر في الأسبوع الأول من العام الجديد
محمد بن راشد يتسلم رسالة لرئيس الدولة من أمير الكويت
"نخيل": آلاف المستثمرين العقاريين والمقيمين بدبي يستفيدون من تشغيل مسار 2020 لمترو دبي

Mobile For an optimal experience please
rotate your device to portrait mode