في إطار التعاون المثمر بين دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي وهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، وتحت مظلة مبادرة «غِراس الخير»، تشهد الدورة الثانية من مسابقة الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم للقرآن الكريم إقبالاً متزايداً من طلبة مدارس إمارة دبي، حيث بلغ عدد المسجلين حتى تاريخه 1700 طالب وطالبة من 45 مدرسة حكومية وخاصة، ما يعكس المكانة الرفيعة التي تحتلها المسابقة في قلوب الناشئة وأولياء الأمور، وحرص المجتمع التعليمي على ترسيخ القيم القرآنية في نفوس الطلبة.
وشهدت المدارس تفاعلاً لافتاً مع فعاليات المسابقة ، وسط دعم كبير من الهيئات التدريسية التي حرصت على تهيئة الطلبة للمشاركة وتعزيز قدراتهم في الحفظ والتلاوة، فيما يعكس التجاوب الكبير من أولياء الأمور اهتمام الأسر الإماراتية بغرس محبة القرآن الكريم في نفوس أبنائهم وتشجيعهم على التميز في هذا المجال.
وفي ضوء هذا التفاعل الواسع، أعلنت الدائرة تمديد فترة التسجيل حتى العاشر من نوفمبر 2025، لإتاحة المجال أمام مزيد من الطلبة الراغبين في الانضمام إلى هذه المبادرة القرآنية الرائدة، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة القرآن الكريم وتنمية مهارات الحفظ والتلاوة، وتعزيز روح التنافس الإيجابي بين الطلبة بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة في بناء جيل قرآني متمسك بهويته الدينية والوطنية.
وأكد عبدالله أبوبكر باصلعة، مسؤول مسابقة الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم للقرآن الكريم، أن الإقبال الكبير الذي تشهده المسابقة هذا العام يعكس عمق ارتباط المجتمع الإماراتي بالقرآن الكريم، ونجاح النسخة الأولى في تحفيز الطلبة وأولياء الأمور على المشاركة الفاعلة، مشيراً إلى أن الدائرة تعمل على تطوير معايير المسابقة وتحديث آلياتها استناداً إلى التغذية الراجعة من النسخة الماضية، بما يضمن تحقيق مستويات أعلى من التميز في الأداء والتحكيم، وترسيخ أثرها في تعزيز القيم الإسلامية لدى الأجيال الجديدة.
وقال باصلعة: "إن ما لمسناه من تفاعل إيجابي من المدارس الحكومية والخاصة، ومن أولياء الأمور والهيئات التدريسية، يؤكد أن هذه المسابقة أصبحت محطة سنوية ينتظرها الجميع بشغف، لما تحمله من رسالة تربوية سامية تسهم في بناء جيل قرآني واعٍ بهويته وقيمه الإسلامية."
وتجدر الإشارة إلى أن التصفيات النهائية للمسابقة ستُقام في خلال شهر يناير 2026 تحت إشراف دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، بمشاركة واسعة من الطلبة من مختلف المراحل الدراسية، في أربعة فروع رئيسية هي: حفظ القرآن الكريم، أجمل ترتيل للمواطنين، حفظ متون التجويد، وحفظ المتون العلمية، حيث تم تصميم المستويات لتناسب الفئات العمرية من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر، مع تخصيص فئة مستقلة لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية، تأكيداً على نهج الدائرة في دعم الدمج التربوي وتمكين الجميع من المشاركة في هذا المحفل القرآني المبارك.
واختتمت الدائرة بالتأكيد على أهمية تعاون المدارس وأولياء الأمور في إنجاح هذه المبادرة القرآنية، التي تعكس رؤية دبي في بناء مجتمع متماسك قائم على القيم الدينية والأخلاقية الأصيلة، وترسخ مكانة الإمارة كمركز رائد في المبادرات التعليمية والقرآنية الهادفة.