- خلال مشاركته في قمة الإعلام العربي 2025، بيرس مورغان: "العالم بحاجة إلى رؤية طموحة تماثل رؤية الشيخ محمد بن راشد .. ودبي لها أن تفخر بما حققته من إنجازات ملهمة"
- الإعلامي البريطاني الشهير ناقش مسألة الحقيقة وتناولها في الصحافة... وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.. وأهمية المصداقية في عصر الذكاء الاصطناعي
في إطار جلسة عقدت ضمن اليوم الختامي لقمة الإعلام العربي 2025 في دبي، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وجمع من القيادات الإعلامية الإماراتية والعربية، وصناع المحتوى والمؤثرين من دولة الإمارات والمنطقة والعالم، أكد الإعلامي البريطاني الشهير، بيرس مورغان، تقديره للنموذج التنموي الفريد لإمارة دبي والذي جاء كثمرة للرؤية الطموحة والمستشرفة للمستقبل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله".
وقال الإعلامي البريطاني المعروف بأسلوبه الخاص في إدارة الحوار مع كبار الشخصيات حول العالم، إن نطاق التطور والتحول والديناميكية في دبي ذو تأثير مُعدٍ، مُشيدًا بالرؤية الجريئة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث استشهد بتصميم سموه على أن يكون "برج خليفة" البناء الأعلى في العالم، في رمزية على حرص سموه أن تكون دائماً دبي نموذج للعزيمة على الإنجاز، مهما كانت المهمة صعبة، وقال مورغان: "هذا هو مستوى الطموح الذي يحتاجه بقية العالم. أن نكون أكبر وأفضل وأعلى في كل ما نفعله".
وخلال الحوار الذي أدارته مينا العريبي، رئيسة تحرير "ذا ناشيونال"، تطرق بيرس مورغان إلى العديد من الموضوعات حيث تناول الجدل المُثار حول تغطيته للأوضاع في غزة، وردًا على ملاحظة العريبي حول تزايد نفوذه في الشرق الأوسط، استشهد مورغان بنقاشه الذي انتشر بشكل كبير مع الفنان والإعلامي باسم يوسف، والذي حصد أكثر من 22 مليون مشاهدة. وقال: "أظهرت لنا تلك اللحظة أن العالم كان يُشاهد"، مُسترجعًا كيف التقى الاثنان لاحقًا في لوس أنجلوس حيث جمعهما نقاش مطول ساعده على فهم التاريخ المُعقد للمنطقة.
وقال مورغان: "لقد وصفني البعض بأنني مُؤيد لإسرائيل، لكنني استضفت أصواتاً فلسطينية في برنامجي أيضًا. من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، لكنها الآن تخطت الحدود، حتى رؤساء الوزراء الإسرائيليين السابقين يُطلقون على ما يجري اسم الإبادة الجماعية".
وأوضح مورغان أنه ليس رجعيًا، وأنه يغيّر آراءه عندما تتغير الحقائق، وقال: "دوري ليس أن أنحاز إلى أي طرف، بل الوقوف مع "الحقيقة"؛ ليست حقيقتك أو حقيقتي، بل "الحقيقة" بمعناها المجرد".
وأكد مورغان على صعوبة تغطية الصراعات التي لا تتوفر فيها الحقائق، وقال: "إن رفض إسرائيل السماح للصحفيين الدوليين بالدخول لأسباب تتعلق بالسلامة، أمر غير مقبول ".، محذراً من تزايد موجة التضليل، ومُستشهدًا بقضية حديثة في المملكة المتحدة حيث سُجنت امرأة بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي تم حذفه الآن. "لقد اعتذرت، ومع ذلك فهي تقضي عامين. هذا مُحير. أين نضع الحد؟"
قال: "يجب حماية حُرية التعبير، لكن لا يجب الخلط بينها وبين الأخبار الكاذبة. الحقائق مُقدسة. اتفق على الحقائق؛ ثم ناقش آراءك".
بينما اعترف مورغان أنه لا يزال يستمتع بقراءة الصحف المطبوعة، إلا أنه كان صريحًا بشأن مُستقبلها: "من هم دون سن 35 لا يقبلون على الوسائط التقليدية. يحصلون على أخبارهم من منصات TikTok و X و هذه هي الحقيقة".
وشدد الإعلامي البريطاني على أهمية المصداقية في عصر الذكاء الاصطناعي، عندما تُقدم وسائل التواصل الاجتماعي الأخبار، وقال: "دعوا الجميع يكونوا صحفيين، لكن بالنسبة للمُحترفين المُدربين، فإن المصداقية الفردية مُهمة". وبالتفكير في تطور الصحافة، أشار إلى أنه "خلال فترة ولاية ترامب الأولى، كان عدد كبير جدًا من الصحفيين حزبيين. هذا ليس دورنا. نحن هنا لنُبلغ عن الحقائق، وليس للتأثير على الرأي العام".
وعندما سُئل عن السبب في ميله إلى الأسلوب الجدلي في إدارة حوارته، قال بيرس مورغان: "أُحب الجدل! إنه يجعل الناس يُشاهدونني. لكن ليس على وعود كاذبة على الإطلاق. أنا الحس السليم.. هو ما يتعلق به مُعظم الناس".
وحذر من المبالغة في تقدير الضجيج على وسائل التواصل الاجتماعي: "20% فقط من الناس على X، و8% منهم يُصدرون الضجيج. هذا لا يُمثل الواقع".
وفي إجابة على سؤال عن رؤيته لمُستقبل الإعلام، أجاب مورغان: " انظر إلى الشباب اليوم؛ إنهم على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وYouTube. هذا هو المستقبل".
مع اختتام الجلسة، أكدت مينا العريبي على أهمية الصحافة المسؤولة في تشكيل مُجتمعات مُستنيرة، بينما كرر بيرس مورغان أنه في عالم مليء بالضجيج، لا تزال الحقيقة مُهمة، والطموح الحقيقي يُمكن أن يُعيد تشكيل العالم.