المنتدى الإعلامي العربي للشباب يستعرض تأثير السرد القصصي في عصر الإعلام الرقمي
مازن حايك يسلط الضوء على أهمية السرد القصصي كأحد الفنون المهمة التي ستشكل مستقبل الإعلام
شذا اليمن ومنذر المزكي قدما نماذج من تجربتهما وأكدا قوة السرد القصصي للشباب على منصات وسائل التواصل الاجتماعي
خصص المنتدى الإعلامي العربي للشباب في دورته الثانية التي اختمت أعماله اليوم (الاثنين) ضمن أول أيام قمة الإعلام العربي 2024 الممتدة حتى 29 مايو الجاري، جلستين لمناقشة تأثير السرد القصصي ومدى تطوره وتأثيره وآفاق مستقبله، إحداهما حملت عنوان "قوة الشباب في السرد القصصيي"، والثانية بعنوان "رواد المستقبل في السرد القصص".
واستعرضت الجلسة الأولى نماذج حية لفاعلية التأثير الذي أحدثته قصص وتجارب قدمها صناع محتوى من جيل الشباب عبر منصاتهم الخاصة تحولت معها أمنيات وآمال أصحابها إلى واقع، وساهمت في إعادة ابتكار محتوى ذكي يلائم جيل المستقبل.
شارك في هذه الجلسة صانعا المحتوى، شذا اليمن ومنذر المزكي، حيث قدم كل منهما نماذج من تجربته الخاصة في صناعة محتوى مؤثر وفعال يحمل بصمته الخاصة، مع إبراز قوة التأثير الذي أحدثته تلك التجارب، واتفقا على قوة السرد القصصي للشباب على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما لمحتوى ذكي يتم صنعه بأساليب مبتكرة تسهل وصوله إلى المتلقيين من جيل المستقبل، ويعكس شخصية مقدمه.
وفي مداخلتها، قارنت شذا اليمن في نموذج محتوى لأحد البرامج التليفزيونية الخاصة بالصحة والسلامة، أعادت صنعة بأسلوب وقالب مختلف بعد أن قامت بإجراء بحث معمق حول المعلومات التي تم عرضها وقدمتها في قالب سردي مرح وسهل وسريع في أقل من 90 ثانية ، تم خلالها تقديم كافة المعلومات لكن بطريقة سهلة، الأمر الذي لاقى انتشاراً أوسع وأسرع وأسهل لدى المتابعين.
واختار منذر المذكي نموذجين من أعماله للتأكيد على قوة تأثير السرد القصصي للشباب على منصاتهم الخاصة ، حملا عنوان "أمنية وأمل"، الأول جاء خلال تغطيته مهمة إنسانية خارج الدولة التقى خلالها طفلاً نجا من حادث توفى فيه والده وكانت أمنيته مقابلة النجم كريستيانو رونالدو، وهي الأمنية التي انتشرت سريعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخلال 48 ساعة تحققت أمنيته بالالتقاء باللاعب، فيما تناولت القصة الثانية حالة إنسانية لزوج تمثل أمله الوحيد في إنجاب طفل بعد سنوات طويلة من الزواج، وعندما تحقق الأمل جاء حاملاً معه خطر فقدان الجنين أو الأم عند الولادة، إلى أن تحققت إرادة الله وظفر بالأم والجنين دون فقدان.
رواد المستقبل
وفي الجلسة الثانية التي عقدت بعنوان "رواد المستقبل في السرد القصصي" التي قدمها المستشار الإعلامي مازن حايك، تم تسليط الضوء على أهمية السرد القصصي كأحد الفنون المهمة التي ستشكل مستقبل الإعلام، والسمات والأدوات التي ينبغي توافرها للتميز في هذا المجال شديد المنافسة في ظل ثورة الإعلام الرقمي.
واستعرض حايك خلال حديثة أمام المشاركين في المنتدى أبرز التحديات والفرص في مسار السرد القصصي، وما يفرضه سوق العمل من تحديات إضافية تتعلق بقوة المنافسة في فضاء الإعلام الرقمي والتي تتطلب من العاملين فيه التمتع بسمات وقدرات وأدوات متفردة تميزهم عن الآخرين، مشيراً إلى أن من أبرز هذه السمات ضرورة أن يتحلى الراوي القصصي بالصدقية والمصداقية من خلال اتباع نهج يبتعد فيه عن المغالاة والإثارة عبر ترويج الأخبار الزائفة أو المغلوطة أو المشوهة، جنباً إلى جنب مع امتلاك الأدوات التكنولوجية الحديثة في تقديم أعماله بطرق جاذبة ومشوقة.
ومن بين السمات الأخرى اعتماد رواد السرد القصصي الإيجابية في قصصهم وأن يكون لديهم القدرة على الإلهام واعتماد البعد الإنساني في القصص، والقدرة على تناول قصصهم من زوايا إبداعية مختلفة، فضلاً عن التخصص في ألوان محددة كالموسيقي والفن والرياضة ونمط الحياة والتكنولوجيا وغيرها من المجالات، مشيراً إلى أن من أكبر التحديات التي تواجه رواد السرد القصصي من جيل الشباب هو التمويل وإيجاد الميزانيات التي تعزز استقلالية رواد السرد القصصي.
واستعرض حايك خلال الجلسة العديد من الأمثلة العملية لتجارب منصات متخصصة في السرد القصصي التي حققت رواجاً كبيراً خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز الثمانية أشهر، واختتم الجلسة بالتأكيد على أن المتلقي هو دائماً من يحدد مسار السرد القصصي ويعزز نجاحه، خاصة عند تقديم محتوى يلائم جيل الألفية الذي يهتم أكثر بالأشخاص الذين يتحدثون معهم بلغة المستقبل.