عملت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" على إثراء الدورة العاشرة من "مهرجان سكة للفنون والتصميم" بأكثر من 60 عرضاً أدائياً تتنوع بين السينما والعروض الموسيقية والأنشطة الفنية المختلفة والأمسيات الشعرية، والتي تتيحها لجمهورها من 15 حتى 24 مارس 2022، موفرةً أمام عشاق الأفلام والموسيقى والفن فرصة مثالية للتمتُّع بعشرة أيام من العروض المنتقاة بعناية لتناسب أذواق الجميع.
وتحت شعار "نحتفي بالفن، نحتفي بالازدهار"، تتألق ضمن المهرجان هذا العام ساحةً للسينما والرسوم المتحركة والعروض الأدائية والفنون الرقمية التي تمكّن محبي تلك الفنون من الوصول إلى إبداعات عالمية وتجارب فنية فريدة تضعها في متناول أفراد المجتمع في دبي، بما يسهم في تعزيز السياحة الثقافية في الإمارة وترسيخ مكانتها كأفضل مدينة للعمل والعيش والزيارة، تماشياً مع حملة "وجهات دبي – موسم الفن" التي تم إطلاقها بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام.
وافتُتح هذا البرنامج الغني بعروض أداء فولكلورية فيتنامية تحت مظلة الليلة الفيتنامية في اليوم الأول من المهرجان، وذلك تفعيلاً لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين وزارة الثقافة والشباب الإماراتية ووزارة الثقافة والرياضة والسياحة في جمهورية فيتنام الاشتراكية بهدف التعاون في مجالات الثقافة المتعلقة بالآثار والتراث والفنون والمكتبات، والتعاون المباشر في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، ودعم الموهوبين.
الواقع المعزز
تشهد نسخة هذا العام من "مهرجان سكة للفنون والتصميم" إضافة "بيت سكة" الذي يتميز بالتراكيب الفنية والمساحات التفاعلية التي صممتها منصة Arhead المتخصصة في المحتوى المدعوم بتقنيات الواقع المعزز.
ومن غرفة خاصة داخل "بيت سكة"، يتيح المعرض للزوار استكشاف معروضاته والاستمتاع بأعمال الفنانين الرقميين أثناء التجول في مساحة الميتافيرس. كما تعرض Arhead ستة منحوتات بتقنية الواقع المعزز والتشفير، تتضمن أعمالًا لثلاثة فنانين مقيمين في دبي؛ وهم: FATSPATROL، نيفين مجيد (نيكتارديزان) وكريستوفر هنت (Distressed Design)، بالإضافة إلى مبدعين صاعدين؛ مثل: البلجيكي درايز شابالي، ورونين تانتروم (إسرائيل) و YYY (تركيا). يغطي معرض الواقع المعزز المبتكر منطقة حي الفهيدي التاريخي، ويمكن لزوار المهرجان الوصول إلى معروضاته باستخدام رموز الـ"كيو آر".
عروض سينيمائية
كما يقدم المهرجان برنامجاً للعروض السينمائية تضم 5 ليالٍ من الأفلام العربية، وليلتين لصانعي الأفلام المستقلين، تقدمها جميعاً Locomotion Community Cinema، إضافة إلى ليلة واحدة مخصصة للمواهب المحلية من طلاب الجامعات، وليلتين من أفلام عربية قصيرة – النسخة الخامسة من "بيروت متحركة"، فضلاً عن ورش عمل وأنشطة فنية مبتكرة من تقديم غرفة الأنيميشن.
العيّالة
ومن أبرز الأفلام العربية المحلية المشاركة في هذه الدورة من المهرجان؛ "العيالة"، فن من فنون الأداء الشعبية الإماراتية، وهو فيلم وثائقي يجسد الفولكلور الإماراتي الأصيل، ويُعرض من السابعة حتى التاسعة والنصف في 22 مارس بدعم من وزارة التربية والتعليم. الفيلم من إنتاج طالبات برنامج "روائع" لاكتشاف المواهب الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم، ومن إخراج نائلة الخاجة التي تُعتَبَر أول مخرجة إماراتية.
ومن الأفلام المحلية الأخرى المشاركة: فيلم تاريخي بعنوان "خورفكان" في 15 مارس، و"كاحلك شنب" في 16 مارس، فضلاً عن مجموعة من الأفلام المستقلة في يومي 17 و23 مارس. كما يتضمن البرنامج عرضاً لفيلم ياباني بعنوان "مملكة الأحلام والجنون" يوم 18 مارس، وفيلم سعودي بعنوان "Roll’em" في 24 مارس 2022.
بيروت متحركة
وتتميز هذه النسخة من مهرجان سكة للفنون والتصميم أيضاً بمشاركة "بيروت متحركة" التي تقدم مجموعة من أبرز أفلام التحريك في يومي 19 و20 مارس الجاري تحت إشراف غرفة الأنيميشن ضمن النسخة الخامسة من "بيروت متحركة" الذي يُعَدُّ مهرجاناً للرسوم المتحركة يُقام كل سنتين، وتنظمه جمعية متروبوليس للسينما. ومن خلال عبر عرضه للأفلام الطويلة، وتنظيمه ورش عمل وجلسات نقاش، يهدف "بيروت متحرّكة" بأن يصبح المحور الجامع لكافة أنواع واختصاصات فنّ التحريك في المنطقة، موفّراً فرص تعليمية لفنّاني التحريك مع اختصاصيين في المجال، عبر عرض الأعمال وجمع الفنّانين بمزوّدي المحتوى في هذا المجال، وزيادة فرص تدريبهم، وتعريف المنطقة على آخر الإنتاجات من جميع أنحاء العالم وبالعكس.
الدُمى.. و"ذي فاكتوري"
ومن الأنشطة الفنية المميزة المشاركة في "سكة 2022": "الدمى.. و"ذي فاكتوري"؛ وهو مبادرة من فنانة الدمى الفلسطينية فيروز نسطاس. "ذي فاكتوري" هو انعكاسٌ لمكان وكيفية صنع مختلف الدمى المتحرّكة بوسائل مختلفة؛ حيث يتعرّف الزوار إلى كيفية صنع الدمى، خطوة ًبخطوة، بدءاً بالرسومات مروراً بالتشكيل وخياطة الأزياء والتلوين، وصولاً إلى وضع المكياج وما إلى ذلك، ومن ثم تحريكها. تقدم هذه المساحة للزائر فرصة خوض تجربة هذه الحرفة الجميلة باستخدام الأدوات والفرش وآلة الخياطة، فضلاً عن استكشاف أسلوب دمية الظل المتحرّكة مع الضوء والظل باستخدام سوائل وألوان مختلفة.
غرفة الأنيميشن
غرفة الأنيميشن؛ هي عبارة عن عمل جماعي للفنانة لينا يونس والفنان عظيم الغصين، وهو يجسد البحث الدائم عن التعاون المرتكز على القصة. إنها مساحة يتم فيها إنشاء العوالم بإغماض إحدى العينين واستخدام الإصبع كعصا سحريّة.
وما بين الدمى المتحركة والرسوم المتحركة والرسوم التوضيحية والقصص المصوّرة الكاريكاتورية والأفلام والأداء، يتمثّل دور غرفة الأنيميشن في تجميد اللحظة وإعادة عرضها وتغيير السيناريوهات وعرض النتائج ثم الإعادة. الأشياء المستحيلة تحدث في لحظة. تختفي الأشياء وتعود للحياة لتنطلق مرة أخرى... بكثير من الحركة.
الخط الرقمي على الجدران
ومن خلال مشروع "فن الخط الرقمي على الجدران" يحوّل فنُّ الخط الرقمي جدرانَ حي الفهيدي التاريخي إلى لوحة للتعبير من خلال عرض حي لفن الخط. يجمع هذا الأداء المُستوحى من "أسلوب الشارع" كل من فنانيّ الخط الرقمي مايكل أنج وفاطمة الحمادي، وفنانة الفيديو تيجان ريتز ماكدوفي وفنان إيقاع الهيب هوب سولتروتر (فيليب رشيد)؛ ليشكِّل نوعاً جديداً من الإنتاج الفني يمزج بين فن الخط الرقمي والجرافيتي وفن الفيديو التصويري والإيقاعات الحية. "فن الخط الرقمي على الجدران" هو مشروع لـ Public Art Lab بإشراف كل من دون ستون وحمزة أبو عياش ومايكل أنج.
مجلس هوبر
أما مجلس هوبر؛ فهو مكان للالتقاء والحوار وتبادل الفكر الثقافي... فيه يجتمعُ الحاضرُ بالماضي ليبتكرا المستقبل. من خلال القطع الحديثة لمجموعة "هوبر" من استوديو أمل أنوهي لتركيب الأثاث الحديث، ومقارنته بتراث حي ّ الفهيدي التاريخي الحيويّ، يجسّد المشروع جوهر الحضارة العمرانيّة في دبي اليوم – مدينة المستقبل التي تفتخر وتتواصل بماضيها.
عبق الموسيقى
كما يتيح المهرجان أمام عشاق الموسيقى فرصة مثالية للاستمتاع بتشكيلة واسعة من العروض الموسيقية العصرية الحيّة بأنماط شرقية وغربية متنوعة التي تعبق بها أمسيات المهرجان؛ لترفيه زواره طوال فترة انعقاده. وتتنوع التجارب الموسيقية المميزة على المسرح الرئيسي للمهرجان، لتشمل الأغاني الإماراتية، وأغاني عربية يصاحبها عزف على العود والآلات الموسيقية الشرقية، وموسيقى البوب، وموسيقى تمزج بين الشرقي والغربي، وراب الشعر، والجاز والإندي والبوب الهندي، والأمسيات الشعرية، وغيرها الكثير من الأنغام المحببة لفنانين من مختلف الجنسيات والثقافات.