مواكبة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، "رعاه الله"، الهادفة لإحداث تنمية شاملة في منطقة حتا وإثراء مشهدها الثقافي والفني. ترفع هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" مساء الأربعاء الموافق 21 ديسمبر الجاري، الستار عن النسخة الثانية من "ليالي حتا الثقافية"، التي تطل ببرنامج غني بفعاليات فنية وترفيهية تُعمق من خلالها علاقة الجمهور بالتراث وتزيد معرفتهم بتفاصيل المنطقة وثرائها التاريخي وإمكانياتها، ما يتناغم مع التزامات الهيئة الهادفة إلى صون التراث والمحافظة عليه وتحفيز السياحة الثقافية فيها.
وعلى مدار 12 يوماً تحتفي "ليالي حتا الثقافية" التي تستمر حتى 1 يناير 2023، بعناصر التراث المختلفة والفنون الشعبية والموسيقى، كما سيكون الشعر حاضراً ضمن فعاليات المهرجان الذي يسلط الضوء على التراث الثقافي للبيئة الجبلية في حتا، إلى جانب إبداعات الأسر المنتجة والمواهب الشابة. حيث تستضيف قرية حتا التراثية ـ التي خضعت لمشروع إعادة تأهيل شاملة ضمن جهود اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتا ـ المهرجان لإبراز ثقافة وتاريخ وعادات أهالي حتا وتعزيز القيمة الثقافية والتاريخية للمنطقة. في وقت يبرز فيه المهرجان دعم "دبي للثقافة" مبادرة "وجهات دبي"، حيث تنسجم فعالياته مع روح وتفاصيل المبادرة.
تراث عريق
وفي هذا الإطار، أشارت مريم ظاعن التميمي، مدير إدارة المواقع التراثية بالإنابة في "دبي للثقافة" إلى أهمية ما يقدمه هذا الحدث الثقافي من فعاليات متنوعة. وقالت: "تُعد "ليالي حتا الثقافية" تظاهرة مهمة تعكس ما تمتاز به منطقة حتا من طبيعة خلابة وتاريخ غني فضلاً عن مساهمتها في إبراز عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا العريق، وتسليط الضوء على ما تمتلكه المنطقة من إمكانيات ومقومات عدة تساهم في تعزيز مكانتها على الخريطة السياحية"، وأثنت التميمي على جهود اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتا الساعية للارتقاء بـ "قرية حتا التراثية" بهدف إبراز القيم الثقافية والتاريخية للمنطقة وما تتضمنه من مواقع طبيعية وتراثية، من خلال توفير خدمات متكاملة للسكان والزوار.
وبينت مريم التميمي أن المهرجان سيتم تشغيله بالتعاون من أهالي حتا، في خطوة تهدف إلى دعم الأسر المنتجة والمواهب الإبداعية في المنطقة وتساهم في استقطابهم، مؤكدة أن "ليالي حتا الثقافية" تأتي ضمن رؤية دبي الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، ملتقى للمواهب.
وتضم التظاهرة الثقافية عروضاً فلكلورية وفنية مميزة، تقدمها فرق شعبية وموسيقية محلية، حيث سيشهد الجمهور عروض "الحربية" وجلسات العزف على آلة الربابة، كما يتضمن البرنامج عروضاً موسيقية مميزة.
وفي المقابل، تفرد "ليالي حتا الثقافية" مساحة واسعة للشعر ورواده، حيث سيكون الزوار على موعد مع أمسيات الشعر النبطي تحييها كوكبة من الشعراء الإماراتيين، وتحضر فيها الشلات الشعبية أيضاً.
ولعشاق المشغولات اليدوية والمنتجات المحلية، خصصت الهيئة في "ليالي حتا الثقافية" ركناً لسوق شعبية تعرض فيه مجموعة فريدة من إبداعات الأسر المنتجة التي تفيض بشذى التراث وجمالياته، بالإضافة إلى أعمالٍ فنية أبدعتها أيادي أصحاب الهمم، وسيتم تقديمها بالتعاون مع مركز "الشيخة ميثاء بنت راشد آل مكتوم لأصحاب الهمم"، كما يتضمن السوق تشكيلة من الصناعات التي تقدمها المواهب الإبداعية الشابة.
ألعاب شعبية
وسيحظى الأطفال في "ليالي حتا الثقافية" بمجموعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية التي تساهم في رسم الابتسامة على وجوههم، ومن بينها ركن خاص بالألعاب الشعبية الإماراتية، ويأتي ذلك بهدف تعريف الأجيال القادمة بغنى التراث المحلي.
يذكر أن "ليالي حتا الثقافية" تعد إحدى مبادرات "دبي للثقافة" الهادفة إلى تمكين أهالي منطقة حتا والمواهب التي تحتضنها، وتعزيز إمكانيات المنطقة السياحية وما تتمتع به من أماكن تاريخية وتراثية وطبيعية، ويساهم هذا الحدث في التأكيد على رؤى الهيئة الهادفة إلى بناء أجيال مبتكرة ومبدعة، تعتز بالتراث والثقافة المحلية.