اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة"، بالتعاون مع "فن جميل"، المؤسسة الفنية المستقلة، المرحلة الأولى من مبادرة "منصة فن جميل للأبحاث والممارسات الفنية" الرامية إلى تقديم منح تمويلية صغيرة لدعم الفنانين المستقلين والشركات الإبداعية الصغيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن إطار جهود الهيئة المستمرة لدعم المجتمع الإبداعي في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة "كوفيد-19".
تشكل المنصة جزءاً من برنامج الاستجابة السريعة الذي طورته "فن جميل" لدعم الفنانين والقيّمين والكتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي يُعد من المبادرات الإغاثية الرائدة على مستوى العالم الموجهة لدعم القطاع الثقافي منذ بدء انتشار جائحة كورونا المستجدة. وبادرت "دبي للثقافة" إلى دعم هذه المبادرة بهدف مساندة المجتمعات الإبداعية التي تأثرت بهذه الجائحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وجهت دعوة إلى المواهب الإبداعية على مستوى الدولة للتقديم والاستفادة منها. وتم اختيار الطلبات المؤهلة للحصول على المنح المالية من قبل لجنة مستقلة، وذلك وفقاً لمعايير محددة تأخذ بعين الاعتبار أصالة المشروع أو العمل المقدم، ومدى تضرر مقدم الطلب من الظروف الراهنة.
وفي ختام الجولة الأولى من المبادرة، خصصت "دبي للثقافة" و "فن جميل" 47 منحة مالية صغيرة تراوحت قيمة كل منها بين 3500 و7000 درهم إماراتي، واستفاد منها أكثر من 75 ممارساً مبدعاً من دولة الإمارات العربية المتحدة. وعكست المنصة طبيعة التنوع الثقافي الفريد الذي يميّز مجتمع الإمارات، حيث تقدم فنانون من 47 جنسية مختلفة، 17 منها حصلت على المنح ؛ 70 في المئة منهم من إمارة دبي، و30 في المئة من الإمارات الأخرى، وشكل المواطنون النسبة الأكبر من عدد المتقدمين والحاصلين على هذه المنح.
يُذكر أن "منصة البحوث والممارسات الفنية" استقبلت 496 طلباً من فنانين ينتمون إلى أكثر من 49 جنسية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حصل 97 متقدماً منهم على المنح المالية الصغيرة.
وفي تعليق لهالة بدري، مدير عام "دبي للثقافة"، قالت: "يسعدنا رؤية شراكتنا مع "منصة فن جميل للأبحاث والممارسات الفنية" مثمرةً في رفد المجتمع الإبداعي في دولة الإمارات بطريقة فريدة ومبتكرة. لقد تمكنّا عبر جهودنا المشتركة من تخصيص منح مالية صغيرة لعدد لا بأس به من المتقدمين، آملين أن تسهم تلك المنح في دعم المستفيدين، وفي الوقت نفسه، أن تلعب دوراً في بث روح التفاؤل لدى الفنانين وتعزيز ثقتهم وأملهم في تجاوز هذه الأوقات العصيبة والخروج منها أقوى من ذي قبل".
وأضافت بدري: "الظروف الاستثنائية التي نمر بها تحتم توحيد الرؤى ومضافرة الجهود للنهوض بالصناعات الإبداعية في الدولة، وقد أتاحت لنا هذه المبادرة فرصةً ثمينةً للوصول إلى من هم في أمس الحاجة للدعم وتوفير حلول تمويلية فاعلة تدفعهم للمضي قدماً. وتندرج هذه المبادرة ضمن جهود "دبي للثقافة" الرامية إلى دعم المجتمع الإبداعي في دولة الإمارات عبر إقامة شراكات استراتيجية وتطوير مبادرات مبتكرة تصب في إطار تحقيق هدفها الأوسع المتمثل في تمكين قطاع الصناعات الإبداعية في الدولة وتعزيز نموه وازدهاره".
وتمت عملية تقييم طلبات المتقدمين على أربع مراحل من خلال نظام تقييم صارم طُوّر خصيصاً لهذا الغرض، حيث تُمنح النقاط بناءً على عدد من المعايير التي تم تحديدها فيه. وأشرفت على عملية التقييم لجنة ضمت نخبة من الممارسين ذوي الخبرة في النظام البيئي الثقافي الإقليمي وطبيعة مثل هذه البرامج. وشرعت المبادرة باب تقديم الطلبات من 1 أبريل 2020 إلى 7 يونيو من العام نفسه.
ومن جانبها قالت أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل: " “نحن سعيدون بشراكتنا المقامة مع دبي للثقافة لتوفير مخصصات مالية كاستجابة سريعة لمساندة المبدعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بأكملها. لقد أظهرت الطلبات التي تلقيناها تطوراً في المواهب وتنوعاً في الأفكار التي تعكس مشهدًا فنيًا يشهد تطوراً مستمراً على الصعيدين المحلي والإقليمي."
وأضافت أيضاً: "سعدنا كوننا جزء من الجهود الجماعية المبذولة في معرض دعم المبدعين المتضررين من جائحة كوفيد-19 وتخفيف أثرها على أعمالهم. نحن نأمل من خلال منصة فن جميل للأبحاث والممارسات الفنية وغيرها من المبادرات التي تم إطلاقها في المنطقة، أن يتمكن المبدعون من تجاوز هذه الأوقات الصعبة، ومواصلة تنفيذ مشاريعهم الإبداعية عبر الاستفادة من المخصصات المالية المقدمة."
وانطلاقاً من إيمانها بالدور الجوهري الذي تلعبه في مساندة المجتمعات الإبداعية في دولة الإمارات، حرصت "دبي للثقافة" على توسيع النسخة الإماراتية من البرنامج ليشمل الشركات الصغيرة والممارسين المنفردين والفنانين المستقلين، في رؤية تطمح إلى رفد المبدعين وضمان استدامة أعمالهم خلال هذه الأوقات الصعبة عبر شراكات استراتيجية فاعلة.
ويندرج هذا التعاون مع "فن جميل" ضمن جهود "دبي للثقافة" للارتقاء بالمشهد الإبداعي للإمارة وتعزيز تفاعل أفراد المجتمع مع الحراك الثقافي عبر تحفيز المواهب المبدعة على مشاركة أعمالهم الإبداعية، وبث روح الأمل والتفاؤل لديهم في مثل هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم حالياً.