اختتم مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، سلسلة من اجتماعات الطاولة المستديرة مع أبرز المؤسسات التي تُعنى بتطوير الاقتصاد الإسلامي في ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند. وترأس الوفد السيد سعيد بن خرباش المري، نائب المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، وضم الوفد عدد من الشركاء الاستراتيجيين للمركز ومنهم المنطقة الحرة بمطار دبي ومركز دبي للسلع المتعددة وجامعة الامارات العربية المتحدة ودينار ستاندرد و مؤسسة التمويل والاستثمار المسؤول ومؤسسة بي إس إيه أحمد بن هزيم وشركاءه .
وعقد مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي الاجتماع الأول في العاصمة الماليزية كوالالمبور، باستضافة مصرف "نيغارا" ماليزيا، بهدف تعزيز مشاركة التمويل الإسلامي في الأنشطة والأعمال التجارية المهتمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومن المؤسسات التي شاركت في الاجتماع: مؤسسة التمويل والاستثمار المسؤول (RFI)، التي ينتمي إليها المركز كعضو مراقب، ومصرف "إتش إس بي سي أمانة" ماليزيا، ومجلس ماليزيا للمستثمر المؤسسي، ومصرف إسلام ماليزيا.
وناقش الاجتماع موضوعين، أولهما دور المؤسسات المالية في تطوير نماذج أعمالها وقياس وإدارة الآثار الاجتماعية والبيئية المخفية في محافظ التمويل والاستثمار الخاصة بها، وثانيهما هو كيفية تحسين المؤسسات المالية لممارساتها الخاصة بإدارة المخاطر واجتذاب واستبقاء استثمارات مديري الصناديق العالمية المهتمين بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
وانعقد الاجتماع الثاني للمركز في "جاكرتا"، عاصمة إندونيسيا، لبحث إمكانيات تحويل إندونيسيا إلى محرك رئيسي لقطاعات الحلال العالمية، وشارك في الاجتماع ممثلون عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في إندونيسيا والوفد المشارك .
وفي أكبر مركز لعلوم الحلال على مستوى العالم في العاصمة التايلاندية "بانكوك"، اختتم مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي سلسلة اجتماعات الطاولة المستديرة بجلسات نقاشية حول التقدم الذي أحرزته تايلاند في قطاعات الحلال، وتم بحث أبرز الأمثلة على نجاحاتها في مجال الحلال، كاحتضانها لأفضل الفنادق والمنتجعات الحلال في العالم وتمتعها بنظام حوكمة "الحلال" يتوافق مع أعلى المعايير العالمية، ثم قامت الوفود المشاركة في الاجتماع بجولة حول مركز علوم الحلال للتعرف على أفضل ممارسات العمل فيه.
وقال عبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي: "ينبع حرص مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي على عقد اجتماعات الطاولة المستديرة مع مُختلف المؤسسات المعنية بالاقتصاد الإسلامي في دول جنوب شرق آسيا من تمتعه بعلاقات طيبة وجسور تعاون وثيقة مع مؤسسات تلك المنطقة، خاصةً في جوانب التبادل المعرفي ومشاركة التجارب الناجحة وبحث أطر التطوير والإنماء."
وأضاف: "يُقدّر المركز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين كل دولة من الدول المشمولة بسلسلة الاجتماعات ودولة الإمارات، ويعمل على مواصلة اللقاءات التي تؤكد إيمانه بوجود تعاون قوي بين الدول الرائدة في هذا القطاع."
وتابع: "نظراً للدور المحوري والأهداف المشتركة بين الطرفين يتطلع المركز دائماً إلى بناء شراكات وإيجاد سبل التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين وأصحاب المصلحة المعنيين في المنطقة للنهوض بجميع قطاعات الاقتصاد الإسلامي ودفع عجلة التنمية المستدامة الشاملة على مستوى العالم."
ومن جهته، قال سعيد بن خرباش، نائب المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي: "تتميز منطقة جنوب شرق آسيا بدورها الجوهري في ترسيخ مكانة الاقتصاد الإسلامي عالمياً ونشر الوعي بأهميته مع وجود عدد من الدول ذات الأغلبية غير المسلمة التي قدمت مساهمات قوية ومُشرفة لتطوير قطاعات الاقتصاد الإسلامي المتنوعة، وهو ما يؤكد عدم اقتصار الاقتصاد الإسلامي على المستهلك أو المستثمر المسلم ومكانته كقطاع مستدام يخدم أهداف التنويع الاقتصادي."
وأضاف: "في المقابل، تتمتع دبي والإمارات بمكانة رائدة كمرجع عالمي للاقتصاد الإسلامي ومثال يحتذى به في الارتقاء بأداء القطاع، وتمكينه من تقديم الحلول العملية لمواجهة التحديات المالية والاقتصادية العالمية. تهدف سلسلة اجتماعات الطاولة المستديرة إلى توحيد الجهود ومشاركة قصص النجاح وتعزيز نمو الاقتصاد الإسلامي في الدول الأخرى وبناء علاقات طيبة مع اللاعبين الجدد في القطاعات الرئيسية."
وبدورها، قالت آمنة لوتاه، مساعد المدير العام في المنطقة الحرة بمطار دبي "دافزا": "تعد ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند من الاقتصادات الأسرع نمواً على مستوى العالم، وتوفر أسواقها فرصاً تجارية مهمة في الكثير من القطاعات، ولا سيما القطاعات المرتبطة بسوق المنتجات الحلال مثل الأغذية والمشروبات ومستحضرات التجميل والأدوية. وانطلاقاً من ذلك، وتماشياً مع "استراتيجية الاقتصاد الإسلامي" التي أطلقتها سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي، جاءت مشاركتنا في الندوة الناجحة التي نظمها "مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي" والتي سلطنا خلالها الضوء على "مركز الحلال للتجارة والتسويق" بوصفه منصة عالمية تفتح العديد من الفرص في القطاع، إلى جانب دوره الفاعل في تعزيز نمو مختلف القطاعات بشكل عام، ونثق بأن مثل هذا النوع من الفعاليات يُسهم بشكل كبير في دعم نمو الشركات من منطقة "رابطة دول جنوب شرق آسيا" وتشجيعها على مزاولة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر الاستفادة من الخدمات الكثيرة التي يوفرها "مركز الحلال للتجارة والتسويق"، إذ يمكن للشركات بفضل خدمات وشبكة شركاء المركز الوصول إلى العديد من الفرص التي يوفرها قطاع الحلال على مستوى المنطقة، ما يسهم بدوره في تعزيز وتوسيع نطاق تجارة الحلال على المستوى العالمي. كما تساعد هذه الفعاليات في تعزيز حضور إمارة دبي كبوابة رئيسية لتجارة الحلال في المنطقة، خاصةً وأنها تأتي تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في ترسيخ مكانة الإمارة كعاصمة للاقتصاد الإسلامي."
من جانبه، قال سانجيف دوتا المدير التنفيذي للسلع والخدمات المالية في مركز دبي للسلع المتعددة: "باعتبارها مفترق طرق استراتيجي يربط بين الشرق والغرب، فقد أصبحت دبي عاصمة التمويل الإسلامي في العالم. ومركز دبي للسلع المتعددة حاضر في صميم جاذبية دبي للأعمال التجارية الدولية، ويواصل المركز إطلاق وتطوير وتعزيز منتجاته وخدماته المتوافقة مع الشريعة الإسلامية لتسهيل التجارة.”
وأضاف سانجيف قائلاً: "تعد بورصة دبي للذهب والسلع وشركة دبي الشارقة لإدارة الأصول ومنصة ترايدفلو التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة هي أمثلة فقط على خدماتنا التي تزود قطاع التمويل الإسلامي ببنية تحتية تجارية موثوقة وشفافة. وسوف نواصل بذل قصارى جهدنا لتعزيز مكانة دبي كمركز رائد للتمويل الإسلامي في العالم ".
وقال الدكتور معتمد عياش، استاذ مشارك ومنسق برنامج بكالوريوس علوم الأغذية في جامعة الإمارات العربية المتحدة : "نحن في كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات العربية المتحدة مهتمون للغاية بموضوع صناعة الحلال. مشاركتنا في اجتماع الطاولة المستديرة في تايلاند تعكس حرص مؤسستنا على تنفيذ رؤية قيادة دولة الإمارات الرشيدة الهادفة إلى تعزيز سوق الحلال عالمياً."
وفي سياق متصل، قال بليك غود، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل والاستثمار المسؤول RFI)): " تحمست المؤسسة للمشاركة في تنظيم اجتماع طاولة مستديرة في ماليزيا ضمن سلسلة اجتماعات انعقدت في جنوب شرق آسيا، وساهم الاجتماع في تركيز النقاش حول موضوع يتطلب حالياً تغييراً في أساليب التفكير على مستوى رفيع لاتخاذ إجراءات جديدة، وهو ما نؤمن بأنه فرصة أساسية وضرورية للتمويل الإسلامي."
وقال ابن عربي الجوني ، رئيس قسم المنتجات في بوابة السلام: "هناك نمو قوي للاقتصاد الإسلامي في جنوب شرق آسيا كان واضحًا لنا خلال التقاءنا مع صانعي السياسات ومجتمع الأعمال. سنسير على ضوء المعلومات التي اطلعنا عليها أثناء سلسلة اجتماعات الطاولة المستديرة في جنوب شرق آسيا أثناء عملنا على تحديث "بوابة سلام" لدعم نمو الاقتصاد الإسلامي، لا سيما من خلال تغطية صحفية أكثر شمولاً وعمقًا ، فضلاً عن استراتيجية محتوى أكثر تطوراً."
ومن جهتها، قالت ريما مراد، شريكة في مؤسسة بي إس إيه أحمد بن هزيم وشركاءه : " يعد التشجيع على الاستثمارات البيئية والاجتماعية والحوكمة، والاستثمارات المسؤولة اجتماعياً، بالإضافة إلى الاستثمارات في قطاع الحلال، من العوامل الرئيسة في تطوير المنظومة الاجتماعية في الدول، والتي تحتاج إلى دعم كبير من الحكومات عبر توفير الحوافز والأطر القانونية لهذه الاستثمارات."
وقال فاتح علي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "كولابدين": "التواجد في الاجتماعات هي فرصة مهمة للتعلم والتعاون. كوني مؤسساً لشركة تكنولوجية، أرى أهمية كبيرة لفهم التحديات المشتركة ومناقشة الأساليب التي ستحلها باستخدام أفضل التكنولوجيات. كما كان من الرائع أن نبدأ بناء العلاقات مع الحكومة وواضعي السياسات وبناة المجتمع ضمن الاجتماع."