حاكم دبي
ولد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوم 15 يوليو 1949، وهو الابن الثالث بين أبناء المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الأربعة، وهم - إلى جانب سموه - سمو الشيوخ مكتوم، وحمدان، وأحمد.
وفي الرابع من يناير من عام 2006، تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي عقب وفاة شقيقه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رحمه الله تعالى. وفي الخامس من يناير، اختار أعضاء المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبًا لرئيس الدولة.
وفي الحادي عشر من فبراير من عام 2006، رشّح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيساً لمجلس الوزراء، ليؤدي سموه وأعضاء وزارته اليمين الدستورية أمام صاحب السمو رئيس الدولة في قصر البطين بأبوظبي.
ومنذ ذلك التاريخ، أرسى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نهجاً متميزاً للعمل الحكومي وقاد بحكمة وحصافة منظومته، مُرسّخاً مجموعة من المبادئ الأساسية من أهمها رعاية الابتكار والإبداع كمقوم رئيس من مقومات التنمية، وفتح الباب أمام الشباب للمشاركة بفاعلية في بناء نهضة دولتهم، وتوفير المقومات اللازمة لتمكينهم من إطلاق طاقاتهم الإيجابية وتشجيعهم على التحصيل من منابع المعرفة المختلفة داخل وخارج حدود الدولة، ليكونوا قادرين على حمل راية التطوير بجدارة، لتنطلق بتوجيهات ومتابعة سموه سلسلة من المشروعات والمبادرات الطموحة مستهدفة المنافسة على المستوى العالمي، بغية التأسيس لمراحل متطورة من النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لا تقف عند حدود، بل تؤازر سعي دولة الإمارات الدؤوب نحو التميز وتصدّر مؤشرات التنمية العالمية في شتى المجالات.
ويُنظر إلى رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الطموحة والمستشرفة للمستقبل على أنها محرك الدفع الأول لكافة المبادرات والمشاريع التي يتم تنفيذها في دبي، وذلك مع تكامل هذه الرؤية وشمولية ورجاحة مضمونها وتوافر عناصر ومقومات نجاحها، إذ أنها تترجم حرص سموه على الوصول بدولة الإمارات عموماً إلى المركز الأول ضمن كافة القطاعات التنموية، بما يحقق سعادة الناس وراحتهم ويكفل لهم سبل الرفعة والتقدم، ويحقق لدولة الإمارات مزيداً من الازدهار والنمو.
الشعر
وعلاوة على كونه أحد أبرز القادة الملهمين بما يحمله من فكر إداري وتنموي متطور، يحظى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمكانة رفيعة في عالم الأدب كونه رائدا من رواد الشعر النبطي وأحد أهم من نَظَم قصائده؛ هذا الصنف الأدبي مترابط الجذور مع الثقافة العربية البدوية الأصيلة، فضلاً عن قرض الشعر الفصيح، حيث قدّم سموه عشرات القصائد من كلا الصنفين الشعريين، ساهمت في إثراء المكتبة العربية بأعمال حظيت بتقدير واحترام أهل الشعر والأدب في المنطقة والعالم لما تحمله من معان رفيعة وقيم نبيلة، إذ تمت ترجمة العديد من أشعار سموه إلى لغات عدة.
الرياضة
ويُعدُّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كذلك من أهم أبطال الرياضة طالما ارتبطت بتاريخ دولة الإمارات وتراث العرب بشكل عام وهي رياضة الفروسية، حيث يتمتع سموه بمكانة مرموقة في هذا المضمار كأبرز أبطال سباقات القدرة التي انتزع لقباها بجدارة في العديد من المحافل الدولية، علاوة على كون سموه من أهم مقتني الخيول ومربيها حول العالم، وأحد أكثر المعنيين بهذه الرياضة تأثيراً في مسيرتها عالمياً.
فقد أسس سموه، مع أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، "اسطبلات جودلفين" الشهيرة عالمياً لتصبح من أقـوى إسطبلات سباق الخيول في العالم مع استحواذها على العديد من جوائز السباقات العالمية الكبرى، وامتلاكها لمجموعة من أقوى الخيول وأشهرها عالمياً.
وعلى صعيد البطولة والمنافسة، وفي 25 أغسطس 2012، تُوّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بذهبيتي بطولة العالم للقدرة لمسابقتي الفردي والفرق، كما انتزع سموه لقب بطولة أوروبا للقدرة في إيطاليا لمسافة 160 كيلومتراً في 20 يونيو من العام ذاته منافساً نخبة من أبرز فرسان القدرة العالميين، إلى جانب العديد من ألقاب البطولات العربية والعالمية التي يضمها سجل سموه الذهبي في مضمار هذه الرياضة بما يحمله لها من حب وشغف.
العمل الإنساني
المسؤوليات والاهتمامات العديدة لصاحب السمو حاكم دبي لم تشغله عن العمل الإنساني الذي يوليه سموه جل اهتمامه ويترجمه على أرض الواقع بأياد بيضاء عديدة تتجاوز حدود دولة الإمارات إلى شتى أنحاء العالم. فقد أطلق سموه العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية التي أسهمت في تخفيف المعاناة عن كاهل العديد من المضارين جراء أوضاع إنسانية صعبة ناجمة عن ظروف اجتماعية استثنائية أو ظواهر طبيعية قاسية أو نزاعات مسلّحة، سواء في المنطقة العربية أو في بقاع عدة حول العالم. ومن تلك المبادرات على سبيل المثال لا الحصر: مبادرة "سقيا الإمارات" التي أطلقها سموه في يونيو 2014 لتوفير مياه الشرب النقية لنحو خمسة ملايين شخص حول العالم، والتي تحولت فيما بعد إلى مؤسسة تُعنى بالبحوث والدراسات لدعم إنتاج المياه النظيفة باستخدام الطاقة الشمسية، كذلك إطلاق سموه جائزة عالمية بقيمة مليون دولار أميركي، لإيجاد حلول دائمة لمشكلة شح المياه حول العالم، باستخدام الطاقة الشمسية لتنقية وتحلية المياه.
ومن انجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الإنسانية ذات الأثر العالمي: " المدينة العالمية للخدمات الإنسانية " التي تأسست في دبي في العام 2003 بتوجيهات مباشرة من سموه لتصبح أكبر مركز للخدمات اللوجستية في مجال الإغاثة الإنسانية وأكثرها فعالية على مستوى العالم، إذ يندرج في عضويتها اليوم 60 من المنظمات التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية الدولية.
قرية العائلة للأيتام:
وإدراكاً لقيمة التعليم في تحقيق نهضة الشعوب وتقدمها، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حملة " دبي للعطاء " في نوفمبر عام 2008، والتي ما لبثت أن تحولت إلى إطارها المؤسسي لاحقاً، لضمان مواصلة تحقيق مأربها في تعزيز فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم، ما يكفل تخريج أجيال جديدة مزودة بالعلم والمعرفة التي تعينهم على التحول إلى أفراد نافعين لأنفسهم ومؤهلين للمشاركة في تنمية مجتمعاتهم والخروج بها من دائرة الفقر والعوز.
وفي مجال العمل الخيري المعني بصحة الإنسان، والتي تعتبر المقوم الأول في منظومة التنمية والمطلب الرئيس لإقامة مجتمعات يتمتع أفرادها بالقدرة على العمل والإنتاج، كانت مبادرة "نور دبي" في سبتمبر ٢٠٠٨ والتي نشطت منذ انطلاقها في مجال مكافحة العمى والإعاقة البصرية على مستوى العالم وهو الهدف الذي تأسست من أجل تحقيقه، إضافة إلى العديد من الحملات والمبادرات التي يبادر دائماً سموه بإطلاقها لمد يد العون والمساعدة للمحتاجين في شتى بقاع العالم.
للمزيد https://sheikhmohammed.ae