تواصلت بعثات دبي العالمية للترويج مع عدد من المستثمرين والشركاء المحتملين في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال ندوات افتراضية (ويبينار) لمناقشة الفرص الاستثمارية في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية بدبي.

يأتي ذلك ضمن سلسلة الندوات الافتراضية التي خططت لإقامتها خلال العام 2020. وتأتي تلك الندوات ضمن مبادرة للتواصل الافتراضي تماشيًا مع استراتيجية مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، والتي تدعم التواصل الافتراضي في ظل تعذّر تبادل البعثات التجارية بسبب جائحة فيروس كرونا المستجد (كوفيد-19).

وصرّح سعادة فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار: "هناك شراكة تجارية تاريخية متينة تربط بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات منذ العام 2009، حيث تعدّ دولة الإمارات أحد أهم أسواق الصادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها. وخلال ذلك العقد، حقق حجم التجارة بين البلدين نموًا بما يفوق 40 بالمائة.

وأضاف: "تقوم تلك الشراكة على أسس صلبة، ساهمت في رفع إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 24.3 مليار دولار أمريكي عام 2019. كما أن دبي تضم أكثر من 60 بالمائة من الشركات المدرجة في قائمة "فورتشن 1000"، والتي تتخذ من المدينة مقرًا إقليميًا لها."

أقيمت الندوة الافتراضية حول قطاع التكنولوجيا بتنظيم من القنصلية العامة للولايات المتحدة في دبي، والخدمات التجارية الأمريكية في فلوريدا وإنتربرايز فلوريدا. ورحب سعادة القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بدبي، فيليب فراين، بالمشاركين في الندوة التي أدارها كريستيان كوشيل من الخدمات التجارية الأمريكية بوزارة التجارة في الولايات المتحدة – والتي قدمت عرضًا تقديميًا خلال الندوة الافتراضية. وحظيت المبادرة بدعم مجلس الأعمال الأمريكي – الإماراتي، وهو عضو فعال في البعثات الإماراتية إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

قال سعادة فيليب فراين، القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية في دبي" :أحيي جهود مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار في إقامة هذه الندوات الافتراضية الهامة في ثلاثة قطاعات حيوية. فهذه البرامج ستساعدنا في تعزيز العلاقات الثنائية المتينة وترسيخ روابط التجارة والاستثمار الوثيقة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وبعد أن نجتاز هذه الجائحة، أتطلع إلى الترحيب برجال الأعمال الأمريكيين في دبي لاستكشاف فرص الشراكة الواعدة فيها".

واستهلّ الندوة الافتراضية سعادة عبدالله شاهين، القنصل العام لدولة الإمارات في نيويورك، ثم قدم سعادة فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، الكلمة الرئيسية في الندوة. وقدم سعادة ساعد العوضي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، عرضًا تقديميًا، تلته مجموعة من العروض التي قدمها كبار التنفيذيين من مؤسسة دبي للمستقبل ، ومركز دبي المالي العالمي، ومؤسسة دبي الذكية. كما قدمت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار عرضًا تقديميًا حول مزايا دبي.

وأقيمت الندوات الافتراضية حول قطاعي الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية بالتعاون مع شركة المحاماة سيفارث شاو ومجلس الأعمال الأمريكي – الإماراتي، وبدعم من الخدمات التجارية الأمريكية وبمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والشركات المعنية.

وقدم الكلمة الافتتاحية في كلا الندوتين الافتراضيتين سعادة المهندس سعيد مبارك المهيري، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في هيوستن، حيث تحدّث عن عمق الروابط التجارية الوثيقة بين البلدين. وقدمت الخدمات التجارية الأمريكية من وزارة التجارة الأمريكية عروضًا تقديمية حول مواضيع الندوات، فيما تحدث الرؤساء التنفيذيون من مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار ومؤسسة دبي لتنمية الصادرات إلى الحاضرين.

وخلال الندوة الافتراضية للرعاية الصحية،  سلّطت هيئة الصحة بدبي الضوء على عملها الريادي في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد للأطراف الصناعية. أما سلطة مدينة دبي الطبية ومجمع دبي للعلوم فقد قدما عروضًا تقديمية حول ما توفرانه من فرص قيّمة، ثم استعرضت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار عرضًا تقديميًا حول مزايا دبي.

أما في الندوة الافتراضية للخدمات اللوجستية، فقد قدمت دبي الجنوب وسلطة منطقة جبل علي الحرة وهيئة المنطقة الحرة بمطار دبي  قيمة العروض التي توفرها تلك المناطق الحرة. واستعرضت الإمارات للشحن الجوي شبكتها الجديدة من الخطوط والمسارات الجوية وقدرتها الاستيعابية، تلاها عرض لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار حول مزايا دبي.

ورسّخت دبي مكانتها التي تجعل منها مدينة المستقبل بفضل الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لرفع مستوى سعادة كافة الأطراف المعنية، فيما حافظت على دورها الفعال كبوابة هامة للأسواق الناشئة بالمنطقة، وبنيتها التحتية المتقدمة التي تعزّز مكانتها كمركز عالمي للتجارة والاستثمار.

تتصدر الولايات المتحدة قائمة أكبر الأسواق المصدرة للاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي منذ عام 2015، وفقًا لبيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث بلغت قيمة تلك الاستثمارات 4.98 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2019. 

بدوره قال إبراهيم أهلي، مدير إدارة ترويج الاستثمار في مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار: "رغم التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، حافظت دبي على مكانتها المتقدمة ضمن أبرز الوجهات العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر خلال النصف الأول من العام 2020 – مما يضعها في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث تدفقات رأس المال للاستثمار الأجنبي المباشر للمشاريع الجديدة، والرابع عالميا من حيث تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر".

وأضاف: "يعكس ذلك بوضوح الرؤية الإيجابية للمستثمرين انطلاقًا من التزام الحكومة المتواصل تجاه التنوع والابتكار والبنية التحتية وسهولة ممارسة الأعمال وغيرها من العوامل."

وارتفعت استثمارات التكنولوجيا المتوسطة والعالية في دبي خلال النصف الأول من عام 2020 بنسبة 53٪، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبفضل ريادتها في تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة واحتضان الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، تعدّ دبي واحدة من أولى مدن العالم التي استفادت من مزايا الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتعلّم الآلة وسلسلة الكتل "بلوكتشين" والتقنيات المالية وتقنية المعلومات في قطاع الرعاية الصحية.

وساهم التركيز التكنولوجي والبيئة المواتية للمستثمرين في دبي، في انطلاق عدد من المؤسسات الرقمية المحلية، أبرزها شركة "كريم"، ومنصة التجارة الإلكترونية "سوق دوت كوم"، و"دوبيزل"، التي ظهرت بشكل سريع باعتبارها شركات "يونيكورن" وأهداف جذابة للشركات متعددة الجنسيات. فقد استحوذت "أوبر" على "كريم" في عام 2019، كما استحوذت "أمازون" على "سوق. كوم" في عام 2017، بينما استحوذت أولكس"OLX" على شركة "دوبيزل" في عام 2015.

وفي قطاع الرعاية الصحية، تتمتع دبي بمكانة مميزة كمركز هام للسياحة العلاجية مما جعلها وجهة جاذبة للاستثمارات. كما أن استراتيجية دبي لتطوير مراكز التميّز في عدة مجالات، كطبّ أمراض القلب والأعصاب وإعادة التأهيل، تمكنها من تحقيق التوازن المثالي بين العرض والطلب، إلى جانب التركيز على المنتجات الصيدلانية البديلة وإنتاج، وبيع، وصيانة المعدات الطبية.

وتجدر الإشارة إلى أن حجم الإنفاق الصحي في دولة الإمارات بلغ 13.7 مليار دولار أمريكي عام 2018، ومن المتوقع أن يحقق نموًا مستمرًا ليبلغ 18.3 مليار دولار بحلول العام 2023. ويعدّ توفير الرعاية الصحية جانبًا بالغ الأهمية من الجاهزية الرقمية وثقافة الابتكار لمدينة دبي.

كما شهد قطاع الرعاية الصحية كذلك تاريخًا طويلًا من العلاقات المميزة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات. ومن الأمثلة على ذلك عيادات "فاليانت كلينيك" التي أصبحت جزءًا من شبكة هيوستن ميثودست العالمية للرعاية الصحية، والمستشفى الأمريكي بدبي الذي أصبح أول مستشفى في الشرق الأوسط ينضم إلى شبكة الرعاية التي تديرها مايو كلينيك، وعيادات كليفلاند في أبو ظبي.

وتتعزز القدرات اللوجستية في دبي ومكانتها كمركز حيوي للخدمات اللوجستية في العالم بفضل احتضان المدينة لميناء يحتل المرتبة العاشرة بين أكثر موانئ السفن والحاويات انشغالًا في العالم، وواحدة من أكبر شبكات الطيران العالمية ونظام فائق التطور للطرق السريعة يربط الدولة بالدول المجاورة إلى جانب العديد من مرافق المستودعات ذات المعايير العالمية الرفيعة.

وتعد الخدمات اللوجستية ركيزة أساسية للتنمية في خطة دبي 2021، ومع تغيير موعد إقامة إكسبو 2020 إلى العام القادم، يشهد قطاع الخدمات اللوجستية في دبي تحولًا سريعًا ليواصل ريادته في مصاف أفضل القطاعات في العالم.

يذكر أن الارتفاع المستمر في الطلب على التجارة الإلكترونية، والتي شهدت إقبالًا واسعًا ونموًا متزايدًا في العام 2020، إلى جانب التطبيق السريع لأحدث التقنيات، رسّخ مكانة دبي كمركز رائد للخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط والعالم أجمع.